Telegram Group Search
#يستفتونك

السؤال :

امرأة عندها ذهب دون النصاب، ومال نقدي، فهل تجب الزكاة فيهما
؟

 الاجابة :

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالعُمُلَاتُ النَّقْدِيَّةُ أَجْنَاسٌ قَائِمَةٌ بِحَدِّ ذَاتِهَا، لَهَا مِنَ الأَحْكَامِ مَا للذَّهَبِ والفِضَّةِ، وَفِيهَا صِفَةُ الثَّمَنِيَّةِ كَامِلَةً.

وَمَنْ مَلَكَ ذَهَبَاً وَمَالَاً نَقْدِيَّاً فَإِنَّهُ يَضُمُّهُمَا مَعَ بَعْضِهِمَا، فَإِذَا بَلَغَا نِصَابَاً وَجَبَتِ الزَّكَاةُ فِيهِمَا.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَإِذَا ضَمَّتِ المَرْأَةُ الذَّهَبَ الذي عِنْدَهَا إلى المَالِ المَوْجُودِ عِنْدَهَا وَبَلَغَا نِصَابَاً، وَجَبَتِ الزَّكَاةُ فِيهِمَا، وَالنِّصَابُ هُوَ مَا يُعَادِلُ قِيمَةَ 85 غ مِن الذَّهَبِ.

والله تعالى أعلم.

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋
#يستفتونك

 السؤال :

ما هي شروط وجوب الزكاة في الزيتون، وما مقدارها؟

 الاجابة
:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: لَا يُشْتَرَطُ في زَكَاةِ الزَّرْعِ الحَوْلُ،

لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾. لِأَنَّ الْخَارِجَ نَمَاءٌ فِي ذَاتِهِ، فَوَجَبَتْ فِيهِ الزَّكَاةُ فَوْرَاً، بِخِلَافِ سَائِرِ الأَمْوَالِ الزَّكَوِيَّةِ فَإِنَّمَا يُشْتَرَطُ فِيهَا الْحَوْلُ.

ثانياً: ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّ الزَّكَاةَ في الزُّرُوعِ لَا تَجِبُ إِلَّا إِذَا بَلَغَتْ نِصَابَاً.

وَالنِّصَابُ : خَمْسَةُ أَوْسُقٍ (الوَسْقُ: سِتُّونَ صَاعَاً، وَالصَّاعُ مَا يُعَادِلُ تقريباً 4 كغ، فَيَكُونُ الوَسْقُ 240 كغ، والخَمْسَةُ أَوْسُقٍ 1200 كغ)

وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الوَرِقِ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ مِنَ الإِبِلِ صَدَقَةٌ» راه الشيخان .

وَخَالَفَ في ذَلِكَ الإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ، وَقَالَ:

لَا يُشْتَرَطُ نِصَابٌ لِزَكَاةِ الزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ، بَلْ هِيَ وَاجِبَةٌ في القَلِيلِ وَالكَثِيرِ مَا لَمْ يَكُنْ أَقَلَّ مِنْ نِصْفِ صَاعٍ.

ثالثاً: يُؤْخَذُ مِنْ زَكَاةِ الزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ عُشْرُ الخَارِجِ إِذَا سُقِيَ بِغَيْرِ كُلْفَةٍ، كَالذي يَـشْرَبُ بِمَاءِ المَطَرِ، أَو بِمَاءِ الأَنْهَارِ سَيْحَاً، أَو يَشْرَبُ بِعُرُوقِهِ، وَهُوَ مَا يُزْرَعُ في الأَرْضِ التي مَاؤُهَا قَرِيبٌ مِنْ وَجْهِهَا.

أَمَّا إِذَا كَانَتِ الزُّرُوعُ وَالثِّمَارُ تُسْقَى بِكُلْفَةٍ فَيُؤْخَذُ مِنَ الخَارِجِ نِصْفُ الـعُشْرِ

لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيَّاً العُشْرُ (العَثَرِيُّ: هُوَ النَّخِيلُ الذي يَشْرَبُ بِعُرُوقِهِ مِنْ مَاءِ المَطَرِ يَجْتَمِعُ في حَفِيرَةٍ) وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الـعُشْرِ» رواه الإمام البخاري.

والله تعالى أعلم

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
#يستفتونك

السؤال :

إذا أقرضت إنساناً مبلغاً من المال، وكان مبلغاً كبيراً، هل يجوز لي أن أشترط عليه مقابل ذلك أن يقدم لي هدية معينة؟

 الإجابة
:

 
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

ـ فَلَا خِلَافَ بَيْنَ الفُقَهَاءِ في أَنَّ اشْتِرَاطَ الزِّيَادَةِ في بَدَلِ القَرْضِ للمُقْرِضِ مُفْسِدٌ لِعَقْدِ القَرْضِ، لِأَنَّ كُلَّ زِيَادَةٍ عَلَى القَرْضِ رِبًا، وَذَلِكَ للقَاعِدَةِ التي تَقُولُ:

كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ نَفْعَاً فَهُوَ رِبًا.

لِأَنَّ المَقْصُودَ بِالقَرْضِ الحَسَنِ هُوَ الرِّفْقُ بِصَاحِبِ الحَاجَةِ، وَالتَّقَرُّبُ إلى اللهِ تعالى طَمَعَاً بِالأَجْرِ مِنْهُ تَبَارَكَ وتعالى..

فَإِذَا اشْتَرَطَ المُقْرِضُ زِيَادَةً، أَو طَلَبَ عَلَى قَرْضِهِ هَدِيَّةً، أَفْسَدَ عَقْدَهُ، وَكَانَ مُرَابِيَاً.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالقَرْضُ الحَسَنُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ خَالِصَاً لِوَجْهِ اللهِ تعالى، وَلَا يَجُوزُ اشْتِرَاطُ تَقْدِيمِ هَدِيَّةٍ مَعَ قَرْضِهِ، لِأَنَّ هَذَا عَيْنُ الرِّبَا، وَيَكْفِي المُقْرِضَ أَنَّهُ تَقَرَّبَ إلى اللهِ تعالى بِتَفْرِيجِ كَرْبٍ عَنْ أَخِيهِ «وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ».

🌷 وَلَكِنْ إِذَا قَدَّمَ المُسْتَقْرِضُ هَدِيَّةً للمُقْرِضِ بِدُونِ شَرْطٍ مَلْفُوظٍ أَو مَلْحُوظٍ، لَا بَأْسَ بِهِ،

وَلَكِنَّ الأَفْضَلَ أَنْ يَتَوَرَّعَ المُقْرِضُ عَنْ قَبُولِ الهَدِيَّةِ إِذَا عَلِمَ أَنَّهُ يُعْطِيهِ لِأَجْلِ القَرْضِ، وَخَاصَّةً إِذَا كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ إِعَادَةِ القَرْضِ، لِأَنَّهُ قَدْ يُحْرِجُهُ إِذَا تَأَخَّرَ عَنْ سَدَادِ مَا عَلَيْهِ.

والله تعالى أعلم.

🌷🌷🌷🌷🌷
Forwarded from حياة العلم
*🕋 من وحي ذكرى الإسراء والمعراج*

*ما الحكمة من وجود الصاحب –سيدنا جبريل عليه السلام- ومرافقته للنبي في هذه الرحلة؟*


من المعلوم قطعا أن مقام النبي- صلى الله عليه وسلم -عند ربه أعلى المقامات فهو خير الأنس والجن والملائكة فإذا كان هذا حاله ومقامَه عند ربه فلماذا كان سيدنا جبريل مصاحباً له في هذه المهمة ويقوم بدور التعليم بدليل سؤال النبي له عما يمر به من المواقف (مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ هَذَا آدَمُ...)

*الجواب والله أعلم:*

ـ ليدل ذلك على شرف الصحبة من جهة .. وأنه لا بأس أن يتبع الأفضل المفضول إن كان المفضول أعلم منه بالطريق..
وهذا لا يعني أن يكون هو أعلى مقاما عند الله منه بدليل أن النبي- صلى الله عليه وسلم - وصلَ مكاناً لم يصله أي مخلوق قبله في معراجه ..
ومنهم سيدنا جبريل فقال - صلى الله عليه وسلم -: (...ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ صَرِيفَ الْأَقْلَامِ)
وفي قصة سيدنا موسى كليم الله مع الرجل الصالح دليل قاطع على صحة ما ذهبنا إليه..
ولعل هذا مستند الفقهاء في جواز إمامة المفضول للأفضل في الصلاة..

ـ وهناك ملحظ آخر فمن التكريم له - صلى الله عليه وسلم - أن يصحبه خير الملائكة في رحلة التكريم ..
فإذا أراد السيد أن يكرم ضيفه بدعوته للقائه يرسل له خواص مقربيه لاصطحابه إليه فهذا من علو قدره ورفعة مكانته - صلى الله عليه وسلم - عند ربه سبحانه.


*🎐لله در الصحبة فيها المنافع وهي عونٌ للأحبة*
Forwarded from حياة العلم
*🕋 من وحي الذكرى*

إذا كان الإسراءُ هو المشيَ ليلا لماذا أكد بـ ﴿لَيْلاً﴾؟
ولماذا جاء بصيغة التنكير؟

مما قرره علماء اللغة أنّ الإسراء هو: السير ليلا.
فالقارئ يفهم أن الرحلة كانت في الليل، ولكنَّ الله تعالى جاء بكلمة ﴿لَيْلاً﴾ للدلالة على أن الأمر كلَّه إنما تمَّ واكتمل ليلا فقط..

فأكّدَ ذلك لأن الإنسان لا يصدق بأنّ كلَّ ما حدث يمكن أن يحدث ليلا فأكده للدلالة على أنّه حدث في جزء من الليل وهذا ما يسمى بالظرف المؤكِّد.

(أسرار البيان القرآني)

*🎐تأكد .. لا شيء يعجز ربك .. فاسأله مُناك*
Forwarded from حياة العلم
*🕋 من وحي الذكرى*

*لماذا تمّ الإسراء ليلا ولم يتمّ نهارا؟*


كان الأقرب إلى عقولنا القاصرة أن نقول:

إن الإسراء مادام معجزة كان المفروض أن يتم نهارا ويرى الناس رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -وهو يركب الدابة التي أتى له بها جبريل عليه السلام وهي البراق ويشق بها عنان السماء.. 
ألم يكن هذا أقوى بالنسبة للمعجزة؟..
بحيث يراها الناس في وضح النهار؟..
كما رأى أقوام الأنبياء معجزات أنبيائهم؟
ألم يكن الإسراءُ نهاراً تأكيداً للمعجزة فلا يكذبها أحد.. ولا يثور حولها ذلك الجدل الذي ثار من ضعاف الإيمان؟.

فلو استقرأنا معجزات الأنبياء التي حدثنا عنها القرآن سنجدها حدثت كلها أمام أقوامهم..
ـ فنبي الله إبراهيم ألقيَ في النار وقومه يشاهدونه.
ـ وموسى عليه السلام شق له البحر أمام قومه.
ـ وعيسى عليه السلام حدثت معجزاته وشاهدها الناس جميعا..

ولكن عندما نصلُ إلى معجزة الإسراء سنجدُ أنَّ الله تعالى يخبرنا أنها تمت في ليل لأنه يريد منا أن نفهم الحكمة الإلهية من هذه المعجزة التي لم يشاهدها أحد.


كيف لا والله تعالى عندما كان يوحي لنبيه وحبيبه القران بواسطة جبريل كان يوحيه خفيةً، أي لا يشاهد أحد جبريل وهو ينزل القران على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 

👈🏼 إذن المسألة هي مسألة إيمانية أي إخبار لنا بغيب، وليست مسألةَ مشاهدة..

👈🏼 علما أنّ رسول الله له معجزات حسية كثيرة كانت أمام أعين الناس:
ـ كنبع الماء من يده الشريفة.
ـ ووضع يده في طعام قليل فكفى جيشا بأكمله. وإلى غيرها من المعجزات الحسية، فهل آمنَ الكفارُ عندما رأوا هذه المعجزات؟.
لم يؤمنوا وقالوا: ساحر سحر أعين الناس، وقد اخبرنا الله تعالى عن ذلك في كتابه العزيز، قال تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ}..

فهكذا نرى أنّ الآيات الكونية لم تجعل الناس يؤمنون، بل أخذوا يفسرونها حسب أهوائهم، فنرى ثمود قوم صالح مثلا طلبوا من نبيهم أن يخرج لهم من الصخرة ناقة فلمّا استجاب لهم الله لم يؤمنوا وعقروها. وهكذا مع سيدنا موسى عليه السلام. 

👈لكن الله تعالى أراد من معجزة الإسراء حدثا يكون دليلا إيمانيا يبقى إلى يوم القيامة، لأنّ الرسالة المحمدية باقية إلى يوم القيامة..

*🎐الإسراء والمعراج درس عملي للإيمان بالغيب*
َ
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ إِذا رَأَى الهِلالَ قَالَ:

اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ،
وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه،
هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ...🌙

غداً أول أيام شهر #شعبان للعام ١٤٤٥ هـ
#يستفتونك

السؤال
أزور المريض فماذا أدعو عنده

الإجابة:

قل له... وعنده
:

*رسول الله صلى الله عليه وسلم*
*يدعو لك بالشفاء*

- « بِسْمِ اللَّهِ ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا . بِرِيقَةِ بَعْضِنَا ، يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا »
من حديث أخرجه البخاري.

- " اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبْ الْبَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا ".
من حديث أخرجه البخاري.

- " بِاسْمِ اللهِ ـ ثَلاثًا ـ
أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِر - سبعاُ ".
من حديث أخرجه مسلم

- أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ ".
من حديث أخرجه أبو داود

- (بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ: مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ ).
من حديث أخرجه مسلم.

- ( أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ، وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ )
من حديث أخرجه البخاري.

🌹🌹🌹🌹
#يستفتونك

السؤال :

هل ورد في الأحاديث الشريفة ما يحرض الأمة على الدعاء ليلة النصف من شعبان؟

وما حكم الدعاء الذي يتداوله الناس المسلمون في هذه الليلة، الذي يبدأ بياذا المن ولا يمن عليه؟

 الإجابة
:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

 أولاً: لَقَدْ وَرَدَ بَعْضُ الأَحَادِيثِ في فَضْلِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، صَحَّحَ بَعْضُ العُلَمَاءِ بَعْضَاً مِنْهَا، وَضَعَّفَهَا آخَرُونَ، وَإِنْ أَجَازُوا الأَخْذَ بِهَا في فَضَائِلِ الأَعْمَالِ؛ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ:

❍ مَا رواه الإمام أحمد وابن ماجه والترمذي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَخَرَجْتُ، فَإِذَا هُوَ بِالبَقِيعِ، فَقَالَ: «أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ».
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ.
فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ».

❍ وَمَا رواه البيهقي أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ قُبِضَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُمْتُ حَتَّى حَرَّكْتُ إِبْهَامَهُ فَتَحَرَّكَ، فَرَجَعْتُ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: «يَا عَائِشَةُ أَوْ يَا حُمَيْرَاءُ، ظَنَنْتِ أَنَّ النَّبِيَّ خَاسَ بِكِ؟».
قُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ قُبِضْتَ لِطُولِ سُجُودِكَ.
فَقَالَ: «أَتَدْرِينَ أَيَّ لَيْلَةٍ هَذِهِ؟».
قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ: «هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ المُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الحِقْدِ كَمَا هُمْ».

❍ وَمَا رواه ابن ماجه عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، أَلَا مُبْتَلَىً فَأُعَافِيَهُ، أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».

👈 هَذِهِ الأَحَادِيثُ الشَّرِيفَةُ، وَإِنْ ضَعَّفَهَا بَعْضُ العُلَمَاءِ، يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ: لِلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَضْلٌ، وَلَيْسَ هُنَاكَ مَا يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ، فَشَهْرُ شَعْبَانَ لَهُ فَضْلُهُ المَعْرُوفُ وَالمَشْهُورُ،

❍ روى النسائي والإمام أحمد عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرَاً مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟
قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».

ثانياً: الدُّعَاءُ مَرْغُوبٌ فِيهِ في سَائِرِ الأَيَّامِ وَاللَّيَالِي، وَخَاصَّةً في لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ للحَدِيثِ المُتَقَدِّمِ
«أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، أَلَا مُبْتَلَىً فَأُعَافِيَهُ، أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».

👈 فَأَيُّ دُعَاءٍ كَانَ، وَبِأَيِّ صِيغَةٍ كَانَتْ لَا حَرَجَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، إِذَا لَمْ يَكُنْ مُعَارِضَاً للكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.

ثالثاً: أَمَّا الدُّعَاءُ الذي يَكْثُرُ السُّؤَالُ عَنْهُ في هَذِهِ الأَيَّامِ هُوَ:

اللَّهُمَّ يَا ذَا المَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ، لَا إِلَهَ إلا أَنْتَ، ظَهْرَ اللَّاجِئِينَ، وَجَارَ المُسْتَجِيرِينَ، وَمَأْمَنَ الخَائِفِينَ؛ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنَا عِنْدَكَ في أُمِّ الكِتَابِ أَشْقِيَاءَ أَو مَحْرُومِينَ أَو مَطْرُودِينَ أَو مُقَتَّرَاً عَلَيْنَا في الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتَنَا وَحِرمَانَنَا وَطَرْدَنَا وَإِقْتَارَ رِزْقِنَا، وَأَثْبِتْنَا
عِنْدَكَ في أُمِّ الكِتَابِ سُعَدَاءَ مَرْزُوقِينَ مُوَفَّقِينَ لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ في كِتَابِكَ المُنْزَلِ، على قَلْبِ نَبِيِّكَ المُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ﴾.
إِلَهنَا بالتَّجَلِي الأَعْظَمِ، في لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ المُعَظَّمِ، التي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، نَسْأَلُكَ أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ البَلَاءِ وَالغَلَاءِ وَالوَبَاءِ مَا نَعْلَمُ، وَمَا لَا نَعْلمُ، وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ.

👈 هَذَا الدُّعَاءُ لَمْ يَرِدْ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ..
وَبَعْضُ العُلَمَاءِ نَسَبَهُ إلى سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَبَعْضُهُمْ لِسَيِّدِنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَاللهُ تعالى أَعْلَمُ بِصِحَّةِ نِسْبَتِهِ إِلَيْهِمَا.

👈إِلَّا أَنَّهُ يُعْتَرَضُ عَلَى نُقْطَتَيْنِ مُهِمَّتَيْنِ فِيهِ:

الأُولَى: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنَا عِنْدَكَ في أُمِّ الكِتَابِ أَشْقِيَاءَ أَو مَحْرُومِينَ أَو مَطْرُودِينَ أَو مُقَتَّرَاً عَلَيْنَا في الرِّزْقِ.

لِأَنَّ مَا كُتِبَ في اللَّوْحِ المَحْفُوظِ هُوَ قَضَاءٌ مُبْرَمٌ، لِذَلِكَ الأَوْلَى تَجَاوُزُ هَذِهِ العِبَارَةِ،
وَلْتَكُنْ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنَا عِنْدَكَ أَشْقِيَاءَ أَو مَحْرُومِينَ أَو مَطْرُودِينَ أَو مُقَتَّرَاً عَلَيْنَا في الرِّزْقِ؛ بِدُونِ عِبَارَةِ: في أُمِّ الكِتَابِ.

الثَّانِيَةُ: قَوْلُهُ: إِلَهنَا بالتَّجَلِي الأَعْظَمِ، في لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ المُعَظَّمِ، التي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ؛
فَهَذَا لَيْسَ صَحِيحَاً، لِأَنَّ اللَّيْلَةَ التي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ هِيَ لَيْلَةُ القَدْرِ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾. وَهَذِهِ اللَّيْلَةُ هِيَ لَيْلَةُ القَدْرِ؛ لِذَلِكَ يَجِبُ تَجَاوُزُهَا.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالأَحَادِيثُ التي وَرَدَتْ في لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ضَعِيفَةٌ وَيُعْمَلُ بِهَا في فَضَائِلِ الأَعْمَالِ، وَالدُّعَاءُ لَا حَرَجَ فِيهِ بِحَذْفِ العِبَارَتَيْنِ اللَّتَيْنِ أَشَرْنَا إِلَيْهِمَا.

والله تعالى أعلم.

الشيخ أحمد شريف نعسان
 
🌵🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌵
#مقالة_فقهية

إحياء ليلة النصف من شعبان

نُقِل العمل على الاحتفال بليلة النصف من شعبان عن السلف الصالح وأهل مكة والشام:


❍ قال العلامة ابن الحاجّ المالكي في "المدخل" (1/ 299، ط. دار التراث):

[وكان السلف رضي الله عنهم يُعَظِّمونها -أي: ليلة النصف من شعبان-، ويُشَمِّرُون لها قبل إتيانها، فما تأتيهم إلا وَهُمْ متأهِّبون للقائها، والقيام بحرمتها على ما قد عُلِمَ من احترامهم للشعائر على ما تَقَدَّم ذِكْرُه؛ هذا هو التعظيم الشرعي لهذه الليلة] اهـ.

❍ وقال العلامة الفاكهي في "أخبار مكة" (3/ 64، ط. دار خضر):

[ذِكْرُ عمل أهل مكة ليلة النصف من شعبان واجتهادهم فيها لفضلها:

وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم؛ إذا كان ليلة النصف من شعبان خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلَّوا، وطافُوا، وأحيَوْا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام، حتى يختموا القرآن كله، ويُصلُّوا، ومَن صلَّى منهم تلك الليلة مائة ركعةٍ يقرأ في كل ركعة بـ﴿الْحَمْدُ﴾ -أي: الفاتحة-، و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ عشر مرات، وأخذوا من ماء زمزم تلك الليلة، فشربوه، واغتسلوا به، وخبَّؤُوه عندهم للمرضى، يبتغون بذلك البركة في هذه الليلة، ويروى فيه أحاديث كثيرة] اهـ.

❍ وقال الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف" (ص: 137، ط. دار ابن حزم):

[وليلة النصف من شعبان: كان التابعون من أهل الشام؛ كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها] اهـ.

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
#مقالة_فقهية

إحياء ليلة النصف من شعبان

أقوال الفقهاء في حكم إحياء ليلة النصف من شعبان

وكذا نَصَّ فقهاء المذاهب المتبوعة على استحباب إحياء هذه الليلة وتعظيمها:

ـ قال العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 56، ط. دار الكتاب الإسلامي): [ومن المندوبات: إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان] اهـ.

- وقال العلامة ابن الحاج المالكي في "المدخل" (1/ 299):
[ولا شك أنها -أي: ليلة النصف من شعبان- ليلة مباركة عظيمةُ القدر عند الله تعالى.. وبالجملة: فهذه الليلة وإن لم تكن ليلةَ القدر فلها فضلٌ عظيمٌ وخيرٌ جسيمٌ] اهـ.

ـ وقال الشيخ زروق في "شرحه على متن الرسالة" (2/ 988، ط. دار الكتب العلمية): [وحديثُ صومِ شعبانَ رواه مسلمٌ، ورَوَى غيرُ واحدٍ قيامَ ليلة النصف منه] اهـ.

ـ وقال الإمام الشافعي في "الأم" (1/ 264، ط. دار المعرفة):
[إنَّ الدعاء يستجاب في خمس ليالٍ: في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان] اهـ، ومن المعلوم أن من مظاهر الإحياء: الدعاء.

ـ وقال العلامة القليوبي الشافعي في "حاشيته على شرح المنهاج" (1/ 359، ط. دار الفكر):

[يُندَب إحياء ليلتي العيدين بذكرٍ أو صلاةٍ، وأَوْلَاها: صلاة التسبيح، ويكفي مُعظَمُها؛ وأَقَلُّهُ: صلاة العشاء في جماعة، والعزم على صلاة الصبح كذلك، ومثلهما: ليلة نصف شعبان، وأول ليلة من رجب، وليلة الجمعة؛ لأنها مَحَالُّ إجابة الدعاء] اهـ.

ـ وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "لطائف المعارف" (ص: 137):

[ولا يُعْرَف للإمام أحمد كلامٌ في ليلة نصف شعبان، ويتخرج في استحباب قيامها عنه روايتان من الروايتين عنه في قيام ليلتي العيد، فإنه في رواية لم يستحب قيامها جماعة؛ لأنه لم يُنْقَل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، واستحبَّها في رواية؛ لفعل عبد الرحمن بن يزيد بن الأسود وهو من التابعين، فكذلك قيام ليلة النصف] اهـ.

ـ قال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (1/ 437، ط. دار الكتب العلمية) مقررًا كلام ابن رجب: [قال شيخنا: قيام بعض الليالي كُلِّها مما جاءت به السنة (إلا ليلة عيد)؛ لحديث: «مَنْ أَحْيَا لَيْلَةَ الْعِيدِ أَحْيَا اللهُ قَلْبَهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ» رواه الدارقطني في "علله"، وفي معناها: ليلة النصف من شعبان؛ ذكره ابن رجب في "اللطائف"] اهـ.


🍂🍂🍂🍂🍂🍂
#مقالة_فقهية

إحياء ليلة النصف من شعبان

🌷 اعتناء العلماء ببيان فضل ليلة النصف من شعبان

وقد اعتنى العلماء بهذه الليلة المباركة؛ لما لها من الفضل..

وزاد اعتناؤهم بها حتى أفردوا في فضلها وإحيائها وبيان خصائصها أجزاء حديثية ورسائل؛

منها: "ليلة النصف من شعبان وفضلها" للحافظ ابن الدبيثي صاحب "الذيل على تاريخ بغداد" [ت: 637هـ]،

و"الإيضاح والبيان لما جاء في ليلتي الرغائب والنصف من شعبان" للإمام ابن حجر الهيتمي [ت: 974هـ]،

و"التبيان في بيان ما في النصف من شعبان" للملا علي القاري [ت: 1014هـ]،

و"فضائل ليلة النصف من شهر شعبان" للعلامة سالم السنهوري [ت: 1015هـ]،

و"رسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان" للعلامة محمد حسنين مخلوف [ت: 1355هـ]،

و"حسن البيان في ليلة النصف من شعبان" للعلامة عبد الله بن الصديق الغماري [ت: 1413هـ]،

و"ليلة النصف من شعبان في ميزان الإنصاف العلمي" للإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم [ت: 1419هـ]..


🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
*📖 كتاب: (ماذا في شعبان)*
*✍🏻 للشيخ السيد محمد علوي المالكي رحمه الله*


كتاب لطيف قيم، ماتع نافع،
جمع فيه مؤلفه مع الشرح والتحقيق...
فرحمه الله، وجزاه خير الجزاء وأكمله.

📝 وبيَّن فيه:

*🌔 أنَّ شهر شعبان*

🌿 شهرٌ:
من الأشهر الكريمة، والمواسم العظمة.
بركاته مشهورة، وخيراته موفورة..
🌿 شهرٌ:
التوبة فيه من أعظم الغنائم الصالحة،
والطاعة فيه من أكبر المتاجر الرابحة..
🌿 شهرٌ:
مَن عوَّد نفسه بالاجتهاد:
فاز في رمضان بحُسن الاعتياد.

*🔹 وسُمِّي شعبان:*
لأنه يتشعَّب منه خيرٌ كثير.
وقيل: معناه (شاع وبان).
وقيل: مشتقٌّ من الشِّعْب،
وهو طريق في الجبل؛ فهو طريق الخير.
وقيل: مشتقٌّ من الشَّعْب،
وهو الجبر؛ فيجبر الله فيه كسر القلوب..

* فجاء هذا الكتاب:*
يجيب فيه عن سؤالين: (ماذا ؟ ولماذا ؟)
ماذا في شعبان؟ ولماذا يحتفل به المسلمون؟!

*✍🏻 ويتلخَّص الجواب:*

أنَّ في شعبان: تحوُّل القبلة.
وفي شعبان: رفع الأعمال (الرفع السنوي).
وفي شعبان: تقدير الأعمار – أي: إظهار تقديرها -.

وفي شعبان: نزلت آية الصلاة على خير الأنام .
وفي شعبان: أكثر رسول الله ﷺ  من الصيام.
وفي شعبان: اشتهر قول السلف: شعبان شهر القُرَّاء.
وفي شعبان: ليلة مباركة، هي: ليلة النصف منه.


👈🏻 لذا: يحتفل المسلمون فيه..
ويجتهدون في إقبالهم على الله سبحانه وتعالى
بالتوبة والعبادة والطاعة، والأعمال الصالحة..
ويُحيون فيه قلوبهم بذكر الله والصلاة على سيدي رسول الله ﷺ  ...

*💫 وكل عام وأنتم بخير*
#يستفتونك

السؤال :

هل صحيح بأن الصيام بعد النصف من شعبان مكروه؟

 الإجابة
:

 
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

ـ فَقَدْ رَوَى أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ، فَلَا تَصُومُوا».

ـ وروى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَاً، فَلْيَصُمْهُ».

وبناء على ذلك:

فَقَدْ ذَكَرَ الفُقَهَاءُ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الصِّيَامِ بَعْدَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَيُسْتَثْنَى مِنْ هَذَا النَّهْيِ:

1ـ مَنْ كَانَتْ لَهُ عَادَةٌ بِالصِّيَامِ، كَرَجُلٍ اعْتَادَ صَوْمَ يَوْمَيِ الاثْنَيْنِ وَالخَمِيسِ، فَإِنَّهُ يَصُومُهُمَا وَلَو بَعْدَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ.

مَنْ بَدَأَ بِالصِّيَامِ قَبْلَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَوَصَلَ مَا بَعْدَ النِّصْفِ بِمَا قَبْلَهُ،
لِقَوْلِ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلَاً. رواه الإمام مسلم.

وَيُسْتَثْنَى مِنْ هَذَا النَّهْيِ مَنْ يَصُومُ قَضَاءَ رَمَضَانَ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ، وَكَذَلِكَ مَنْ يَصُومُ قَضَاءَ النَّذْرِ، أَو كَفَّارَةً، لِأَنَّهُ إِذَا جَازَ صَوْمُ النَّافِلَةِ فِيهِ لِمَنْ لَهُ عَادَةٌ، كَانَ القَضَاءُ وَالنَّذْرُ وَالكَفَّارَةُ مِنْ بَابِ أَوْلَى.

والله تعالى أعلم.

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋
 
#يستفتونك

السؤال
:

تأخرت امرأة عن قضاء صيام أيام وجبت في ذمتها بسبب الحيض في رمضان سابق حتى دخل رمضان آخر فماذا يترتب عليها

 الإجابة :


الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالأَصْلُ المُبَادَرَةُ إلى قَضَاءِ مَا فَاتَ مِنْ صِيَامِ رَمَضَانَ ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾.

وَيَجُوزُ تَأْخِيرُ القَضَاءِ مَا لَمْ يَضِقِ الوَقْتُ،
بِأَنْ لَا يَبْقَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَمَضَانَ القَادِمِ إِلَّا مَا يَسَعُ أَدَاءَ مَا عَلَيْهِ، فَيَتَعَيَّنُ ذَلِكَ الوَقْتُ للقَضَاءِ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ.

ـــ. وَإِذَا أَخَّرَ القَضَاءَ حَتَّى دَخَلَ رَمَضَانُ آخَرُ:

فقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّهُ إِنْ كَانَ مُفَرِّطَاً فَإِنَّ عَلَيْهِ القَضَاءَ مَعَ الفِدْيَةِ، وَهِيَ إِطْعَامُ مِسْكِينٍ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ ـ بِمِقْدَارِ صَدَقَةِ الفِطرِ ـ.

ـ وَخَالَفَ في ذَلِكَ فُقَهَاءُ الحَنَفِيَّةُ،
وَقَالُوا: مَنْ أَخَّرَ قَضَاءَ رَمَضَانَ حَتَّى هَلَّ عَلَيْهِ هِلَالُ رَمَضَانَ آخَرَ، فَإِنَّ عَلَيْهِ القَضَاءَ، وَلَا فِدْيَةَ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. مِنْ غَيْرِ قَيْدٍ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَإِذَا تَأَخَّرَتِ المَرْأَةُ عَنْ قَضَاءِ تِلْكَ الأَيَّامِ التي أَفْطَرَتْهَا بِسَبَبِ الحَيْضِ أَو النِّفَاسِ بِغَيْرِ عُذْرٍ، وَجَبَ عَلَيْهَا القَضَاءُ مَعَ الفِدْيَةِ وَهِيَ إِطْعَامُ مِسْكِينٍ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ؛ وَهَذَا عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، مَا عَدَا الحَنَفِيَّةَ.

أَمَّا إِذَا تَأَخَّرَ القَضَاءُ بِسَبَبِ عُذْرٍ، فَعَلَيْهَا القَضَاءُ دُونَ الكَفَّارَةِ بِالاتِّفَاقِ.

والله تعالى أعلم.

🌵🌵🌵🌵🌵🌵🌵
 
#يستفتونك

السؤال :

إِذَا كَانَ عَلَى الإِنْسَانِ قَضَاءُ صِيَامٍ، فَهَلْ يُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ صِيَامِهِ أَنْ تَكُونَ النِّيَّةُ قَبْلَ أَذَانِ الفَجْرِ؟

 الإجابة
:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

ـ فَقَدْ ذَكَرَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ أَنَّ مِنْ شُرُوطِ صِحَّةِ صَوْمِ الفَرْضِ تَبْيِيتَ النِّيَّةِ لَيْلًا، مَا بَيْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إلى طُلُوعِ الفَجْرِ..

فَلَو نَوَى عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَو عِنْدَ الفَجْرِ الصَّادِقِ لَا تَصِحُّ نِيَّتُهُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَنْوِيَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ

روى الترمذي عَنْ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ، فَلَا صِيَامَ لَهُ».

وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِصَوْمِ القَضَاءِ وَالكَفَّارَاتِ.

ـ أَمَّا فُقَهَاءُ الحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ فَلَمْ يَشْتَرِطُوا تَبْيِيتَ النِّيَّةِ لَيْلًا لِصَوْمِ رَمَضَانَ، بَلْ أَجَازُوا النِّيَّةَ بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى الضَّحْوَةِ الكُبْرَى،

فَيَنْوِي قَبْلَهَا لِيَكُونَ الأَكْثَرُ مَنْوِيًّا، فَيَكُونَ لَهُ حُكْمُ الكُلِّ، وَلَو نَوَى بَعْدَ ذَلِكَ لَا تَصِحُّ نِيَّتُهُ، وَالضَّحْوَةُ الكُبْرَى هِيَ نِصْفُ النَّهَارِ الشَّرْعِيِّ.

وَدَلِيلُ الحَنَفِيَّةِ ما رواه الإمام مسلم عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ:
بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ: «مَنْ كَانَ لَمْ يَصُمْ، فَلْيَصُمْ وَمَنْ كَانَ أَكَلَ، فَلْيُتِمَّ صِيَامَهُ إِلَى اللَّيْلِ».

وَاشْتَرَطُوا لِصَوْمِ الكَفَّارَاتِ وَقَضَاءِ رَمَضَانَ وَالنُّذُورِ المُطْلَقَةِ تَبْيِيتَ النِّيَّةِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَعِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ بِالاتِّفَاقِ لَا بُدَّ مِنْ تَبْيِيتِ النِّيَّةِ لَيْلًا لِقَضَاءِ الصِّيَامِ، وَلِصَوْمِ الكَفَّارَاتِ.

والله تعالى أعلم.

🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
#يستفتونك

السؤال :

إنسان كان عاجزاً عن الصيام بسبب مرض مزمن، وبحمد الله تعالى تم شفاؤه بعد سنين، وكان قد دفع الفدية عما أفطر في شهر رمضان، فهل يجب عليه القضاء بعد دفع الفدية؟

 الإجابة :


الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ اخْتَلَفَ فِيهَا الفُقَهَاءُ؛

ـ ذَهَبَ الحَنَفِيَّةُ : إلى أَنَّ مَنْ كَانَ عَاجِزَاً عَنِ الصِّيَامِ فَأَطْعَمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينَاً، ثُمَّ قَدَرَ عَلَى الصِّيَامِ وَجَبَ عَلَيْهِ الصَّوْمُ، وَانْقَلَبَ الإِطْعَامُ نَفْلَاً.

الدليل:
جَاءَ في الدُّرِّ المُخْتَارِ: وَكَذَا لَوْ قَدَرَ عَلَى الصَّوْمِ فِي آخِرِ الإِطْعَامِ لَزِمَهُ الصَّوْمُ، وَانْقَلَبَ الْإِطْعَامُ نَفْلَاً.

وَجَاءَ في شَرْحِ الهِدَايَةِ: وَلَوْ قَدَرَ عَلَى الصَّوْمِ يَبْطُلُ حُكْمُ الْفِدَاءِ.

ـ أَمَّا مَذْهَبُ الشَّافِعِيَّةِ : فَلَا يَلْزَمُهُ القَضَاءُ مَا دَامَ أَطْعَمَ مِسْكِينَاً عَنْ كُلِّ يَوْمٍ أَفْطَرَهُ بِسَبَبِ المَرَضِ المُزْمِنِ، ثُمَّ بَرِئَ بَعْدَ ذَلِكَ.

الدليل:

جَاءَ في رَوْضَةِ الطَّالِبِينَ: وَكَذَا لَوْ كَانَ فَرْضُهُ الْإِطْعَامَ، فَأَطْعَمَ بَعْضَ المَسَاكِينِ، ثُمَّ قَدَرَ عَلَى الصَّوْمِ، لَا يَلْزَمُهُ الْعُدُولُ إِلَيْهِ.

وَجَاءَ في المَجْمُوعِ للإِمَامِ النَّوَوِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: إِذَا أَفْطَرَ الشَّيْخُ الْعَاجِزُ وَالمَرِيضُ الَّذِي لَا يُرْجَى بُرْؤُهُ، ثُمَّ قَدَرَ عَلَى الصَّوْمِ، فَهَلْ يَلْزَمُهُ قَضَاءُ الصَّوْمِ؛

فِيهِ وَجْهَانِ: حَكَاهُمَا الدَّارِمِيُّ، وَقَالَ الْبَغَوِيُّ، وَنَقَلَهُ الْقَاضِي حُسَيْنٌ، أَنَّهُ لَا يَلْزَمُهُ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُخَاطَبَاً بِالصَّوْمِ، بَلْ بِالْفِدْيَةِ.

وبناء على ذلك:

فَالمَسْأَلَةُ فِيهَا خِلَافٌ بَيْنَ الفُقَهَاءِ
فَعِنْدَ الحَنَفِيَّةِ، وفي رِوَايَةٍ عِنْدَ الحَنَابِلَةِ، وَوَجْهٍ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ، مَنْ قَدَرَ عَلَى الصَّوْمِ بَعْدَ عَجْزٍ فَعَلَيْهِ القَضَاءُ وَلَو أَطْعَمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينَاً، لِأَنَّهُمُ اعْتَبَرُوا اسْتِمْرَارَ العَجْزِ شَرْطَاً لِصِحَةِ الفِديَةِ.

وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ وَالحَنَابِلَةُ في المَذْهَبَيْنِ إلى أَنَّهُ لَا قَضَاءَ عَلَيْهِ بَعْدَ القُدْرَةِ عَلَى الصِّيَامِ وَبَعْدَ الإِطْعَامِ، وَاعْتَبَرُوا ذِمَّتَهُ بَرِئَتْ بِإِخْرَاجِ الفِدْيَةِ.

وَإِذَا خَرَجَ الذي شَفَاهُ مِنْ مَرَضٍ مُزْمِنٍ مِنَ الخِلَافِ بَيْنَ الفُقَهَاءِ، وَصَامَ مَا أَفْطَرَهُ كَانَ خَيْرَاً لَهُ، وَلَو دَفَعَ الفِدْيَةَ عَمَّا أَفْطَرَهُ.

والله تعالى أعلم.

🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
 
مفكرة شهر رمضان
بيان المقادير الشرعية
2024/04/29 04:11:56
Back to Top
HTML Embed Code: